إجمالى عدد زيارات المدونة

الجمعة، فبراير 03، 2012

معلومات لصحتك

انتقال الإيدز من الأم إلى جنينها

هناك قصة شهيرة فى هذا الموضوع عندما كانت إحدى الأمهات فى شهرها الرابع من الحمل أخبرها الطبيب أنها تعانى من مرض الإيدز وأن هناك احتمال نقل العدوى إلى الجنين تصل إلى 40%، وفى معظم الحالات فإن الأعراض المرضية تظهر على الطفل المولود فى غضون سنوات قليلة على عكس الذين يصابون بالعدوى، وهم كبار والذين قد يظلون لمدة 10 -15 عاما يحملون العدوى دون أن تظهر عليهم أية أعراض مرضية، وذلك لأن جهاز المناعة فى الأطفال يهاجمه الفيروس دون أن يكتمل نموه فيكون تدميره أسهل وأسرع.
وسمعت الأم كلام الطبيب الذى كان يخيرها بين إكمال الحمل أو الإجهاض وتذكرت زوجها مدمن المخدرات، الذى كان السبب فى نقل العدوى إليها من خلال المعاشرة الزوجية وقالت للطبيب سوف أكمل حملى. وفى الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل تم وضع الطفل بولادة طبيعية، وكان من الطبيعى أن يفحص الطفل بجميع وسائل البحث عن الفيروس بعد الولادة مباشرة للتأكد من التقاطه للعدوى أو عدمها وكانت التحاليل سلبية بعد الولادة مباشرة حتى اليوم التاسع عشر، حيث أظهرت تحاليل الحامض النووى لفيروس الإيدز وجود جزئيات الفيروس فى دم الطفل ثم أعقب ذلك عمل مزرعة لعزل الفيروس أكدت إصابة المولود بعدوى الفيروس أثناء الولادة وقد تم تأكيد هذه التحاليل مرة أخرى للطفل عندما بلغ اليوم الواحد والخمسين من عمرة، حيث تأكد انتقال العدوى إليه.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن التحليل الذى يجرى للطفل المولود لأم مصابة بعدوى فيروس الإيدز لا يجب أن يعتمد على وجود الأجسام المضادة للفيروس، حيث إن هذه الأجسام المضادة تنتقل بالفعل من الأم إلى المولود خلال المشيمة بغض النظر عن انتقال عدوى الفيروس أو عدمها وتظل هذه الأجسام فى دم الطفل لفترة تصل إلى عام ونصف بعد الولادة. وتستقبل الأم خبر إصابة الطفل بالعدوى بحزن شديد وتظل تتابع الطفل عند الأطباء فى كلية الطب جامعة كاليفورنيا وتم إجراء تحاليل للطفل بعد أن بلغ العام الأول من عمره للتأكد من وجود الفيروس وكانت النتائج مذهلة للجميع حيث أن دم الطفل أصبح خاليا من الفيروس ترى ما الذى حدث؟ وتم إجراء التحاليل للتأكد من صدق النتيجة والتى أثبتت أن العدوى بالفيروس كانت موجودة فى دم هذا الطفل وظلت الأم تتابع طفلها، حيث بلغ الـ5 سنوات وهو ينمو حياة طبيعية دون ظهور أى أعراض للعدوى السابقة، على الرغم من أنه لم يأخذ أى علاج.
وهناك بعض الدراسات والأبحاث التى أجريت من قبل والتى أظهرت اختفاء فيروس الإيدز بعد الإصابة بعدواه فى أكثر من مركز علمى، حيث اختفى الفيروس فى 4 حالات من ضمن 24 حالة كانت تجرى عليهم الأبحاث وفى دراسة أخرى تبين أن 4.7% من الأطفال الذين وجدت تحاليلهم سلبية ومولودين لأمهات يحملن العدوى كانت تحاليلهم إيجابية فى وقت من الأوقات وثبت وجود الفيروس عندهم، إلا أن تغير تحاليلهم إلى السلبى واختفاء الفيروس جعل العلماء يعتقدون أن هناك خطأ ما فى عملية إجراء التحاليل نفسها، على عكس ما حدث مع الطفل بطل الدراسة، وقد فتحت هذه الدراسة شهية العلماء للبحث فيما يتعلق بإمكانية انتشار الفيروس عن طريق الاتصال الجنسى وعن الأسباب التى جعلت بعض الأزواج والزوجات لا تنتقل إليهم العدوى من شركائهم.
ومن هنا يتبين أن المسألة ليست مجرد مصادفة وأنه لابد أن هناك ميكانيزم معين يمكن جهاز المناعة فى الطفل المولود من التخلص من هذه العدوى، والذى فسره بعض العلماء على أنه ربما يكون نتيجة نشاط مكثف للجناح الخلوى لجهاز المناعة، ووجود عدد كبير من الخلايا الليمفاوية التائية السامة المتخصصة والتى تستطيع أن تقضى على الفيروس، وذلك بالإضافة إلى إفراز كميات كبيرة من مواد مناعية هامة مثل إنترلوكين- 2، ثم يأتى تفسير آخر أن الفيروس الذى انتقل إلى الجنين قد أصابه بعض الخلل أو الضعف فى أسلحته التى يحدث من خلالها العدوى، مما مكن الجهاز المناعى من التصدى له والقضاء عليه أو أن تعرض الجنين لبعض جزيئات الفيروس أثناء الحمل هو الذى نبه الجهاز المناعى لإفراز مضادة معينة استطاعت التصدى للفيروس والقضاء عليه، مثلما ينبغى أن يفعل التطعيم الذى ننشد الوصول إليه.
وسواء كان ما حدث نتيجة خلل معين حدث للفيروس أو سلاح معين تزود به جهاز المناعة فى الطفل، الذى شفى من عدوى الإيدز، فإن ذلك يفتح شعاعا من الأمل للعلماء لإيجاد علاج فعال أو تطعيم ينهى أسطورة طاعون العصر.. الإيدز.

ليست هناك تعليقات: