إجمالى عدد زيارات المدونة

الأربعاء، يناير 16، 2013


كتاب فى الفكر والسياسة
(المدونة تعرض الكتاب للثقافة وليس لها فيما ينشر توجه سياسى محدد سابقا)
ما يعرض من أفكار فى هذا الكتاب يجب ربطها بالكاتب وتوجهاته السياسية وما تعرض له ولهذا يجب فهم الحقيقة من طرق مختلفة فليس كل ما يكتب حقيقى او يدل على الحقيقة الصائبة فالكاتب وما يكتب هما جزء واحد ومن الخطأ الجسيم فصل العلوم الإنسانية (التاريخ- الأدب-الفن ...) عن كاتبها وهذا لا ينطبق على العلوم البحتة (الرياضة- الهندسة-الفيزياء .....) لهذا لزم التنوية (صاحب المدونة)
كتــــــــــــــــاب
الكتاب 772 صفحة وحجمه كبير 31 ميجا  وبصيغة pdf 
للتحميل اضغط على الرابط التالى  http://www.mediafire.com/view/?jpgllnlacr1a1ne

من أشعار نزار قبانى
قرأت هذه القصيدة وفاضت عينى بالدموع على سوريا وكأن هذا الشاعر الذى سبق زمانه ورأى أيامنا السوداء تمسح تاريخنا ومأذننا وبيوتنا وزرعنا الأخضر – تمسعة بفرشاة شيطان اطلقته الفوضى الخلاقة وركب عليه أغبياء الأمة ومن نطلق عليهم اليوم الحكماء والصفوة --  ضاعت دمشق والقاهرة وغيرها فقد التهمتها بطون جائعة محرومة من السلطة == أذكياء امريكا صدروا لأغبياء الشرق منتج شكله جميل وطعمه مر وعلقم == فلتحيا الفوضى العظمى وليبكى الأغبياء على وطنهم الذى ضاع والذى يضيع بقيادة المنتقمين والحاقدين والمنتفعين والأغبياء وهم كثير (صاحب المدونة)
قصيده : خمس رسائل إلى أمي
صباحُ الخيرِ يا حلوه..     صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
مضى عامانِ يا أمّي      على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّه            وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر    وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ            طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
وليلكةً دمشقية..   أنا وحدي..   دخانُ سجائري يضجر
ومنّي مقعدي يضجر    وأحزاني عصافيرٌ.. تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر    
عرفتُ نساءَ أوروبا..    عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ   
عرفتُ حضارةَ التعبِ..    وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
ولم أعثر.. على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر  وتحملُ في حقيبتها.. إليَّ عرائسَ السكّر
وتكسوني إذا أعرى       وتنشُلني إذا أعثَر
أيا أمي..    أيا أمي..
أنا الولدُ الذي أبحر   ولا زالت بخاطرهِ     تعيشُ عروسةُ السكّر     فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً..        ولم أكبر؟
صباحُ الخيرِ من مدريدَ     ما أخبارها الفلّة؟    بها أوصيكِ يا أمّاهُ..   تلكَ الطفلةُ الطفله    فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
يدلّلها كطفلتهِ    ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
ويسقيها..      ويطعمها..   ويغمرها برحمتهِ..
.. وماتَ أبي        ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ    وتسألُ عن عباءتهِ..   وتسألُ عن جريدتهِ..
وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-   عن فيروزِ عينيه..   لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..   دنانيراً منَ الذهبِ..
سلاماتٌ..   سلاماتٌ..
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
إلى تختي..   إلى كتبي..  إلى أطفالِ حارتنا.. وحيطانٍ ملأناها..
بفوضى من كتابتنا..  إلى قططٍ كسولاتٍ   تنامُ على مشارقنا
وليلكةٍ معرشةٍ    على شبّاكِ جارتنا
مضى عامانِ.. يا أمي     ووجهُ دمشقَ،    عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا..    وينقرنا..   برفقٍ من أصابعنا..
مضى عامانِ يا أمي    وليلُ دمشقَ   فلُّ دمشقَ
دورُ دمشقَ    تسكنُ في خواطرنا    مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..   قد زُرعت بداخلنا..
كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..    تعبقُ في ضمائرنا
كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ   جاءت كلّها معنا..
أتى أيلولُ يا أماهُ..          وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
ويتركُ عندَ نافذتي    مدامعهُ وشكواهُ
أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟    أينَ أبي وعيناهُ   وأينَ حريرُ نظرتهِ؟  وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟    سقى الرحمنُ مثواهُ..
وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..   وأين نُعماه؟   وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..   تضحكُ في زواياهُ
وأينَ طفولتي فيهِ؟   أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ   وآكلُ من عريشتهِ   وأقطفُ من بنفشاهُ
دمشقُ، دمشقُ..
يا شعراً        على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
 ويا طفلاً جميلاً..     من ضفائرنا صلبناهُ
جثونا عند ركبتهِ..           وذبنا في محبّتهِ
إلى أن في محبتنا قتلناهُ...