إجمالى عدد زيارات المدونة

الأربعاء، أكتوبر 26، 2011

معلومات لصحتك

العلاج المناعى للسرطان

من المعروف إن الجهاز المناعى يختص بمكافحة العدوى ومحاربة الكائنات الدخيلة والغريبة التى تغزو الجسم، مثل البكتيريا الضارّة والفيروسات والسموم وغيرها، وهو يعمل بآليات متعددة ومتناسقة تتكامل فيما بينها، تبدأ بآليـات لكشف الخلايا الغريبة وتحديدها وتمييزها عن خلايا الجسم، ثم آليات استنفار واستنهاض الخلايا المناعية، ثم آليات تدمير الغرباء، وبطبيعة الحال تنقلب الخلايا السرطانية عقب تسرطنها إلى خلايا غريبة عن الجسم وتستلزم ردا مناعيا، إلا أن الجهاز المناعى لم يتمكن من تدميرها، سواء بسبب فشله فى تمييزها كخلايا غريبة، أو لأنه لم يصدر دفاعا مناعيا قويا بالدرجة الكافية عقب تمييزها.

والعلاج المناعى ويسمى أيضا بالعلاج الحيوى ( Biological therapy )، إضافة إلى العلاج المُعدِّل للاستجابة الحيوية ( biological response modifier therapy )، وهو علاج يعتمد على توظيف آليات عمل الجهاز المناعى المختلفة لمعالجة السرطان، خصوصا الآليات المتعلقة بتمييز الكائنات الدخيلة، وإثارة ردود الفعل المناعي، وآليات رفع معدلات إنتاج الخلايا المناعية ودعمها فى نموها وأداء وظائفها، وذلك بهدف تعزيز واستنهاض وتحفيز جهاز المناعة، سواء لمكافحة الخلايا السرطانية، أو للمساعدة فى إدارة التأثيرات الجانبية لعلاجات الأورام، باستخدام مركبات حيوية تفرزها خلايا المنظومة المناعية طبيعيا، ويتم إنتاجها فى المعامل على هيئة عقاقير هذا ويتم تصنيف الأنواع المتعددة من العلاجات المناعية إلى نوعين رئيسيين :

1- علاجات عامة ( Nonspecific immunotherapies ): أى تحفز الجهاز المناعى بشكل شامل، مما يقوى من فاعليته تجاه الخلايا السرطانية، وتسمى بالعقاقير المُعدّلة للاستجابة الحيوية (biological response modifiers BRMs )، ويتم تصنيع اغلبها من المثيرات الخلوية ( cytokines ) التى تفرزها الخلايا المناعية، والأنواع المعتمدة للاستخدام تشمل الانترفيرون ( interferons ) بأنواعه، والمثيرات الخلوية بين خلايا كريات الدم البيضاء ( interleukins )، والعناصر المحفزة للإعمار أو محفزات النماء ( colony-stimulating factors

ويعمل الانترفيرون بالتأثير بشكل مباشر على الخلايا السرطانية ويتداخل مع عملياتها الحيوية لإعاقتها، كما يعزز القدرة التدميرية للخلايا المناعية، بينما تعمل مثيرات الكريات البيضاء على تنشيط نمو وفاعلية الخلايا المناعية خصوصا الخلايا الليمفاوية، أما محفزات النماء ( growth factors )، والتى تعد من أكثر العقاقير المناعية استخداما، فهى تعمل على تحفيز وإثارة خلايا المنشأ ( stem   cells )  بالنخاع العظمي، لزيادة معدلات إنتاج خلايا الدم المختلفة، من كريات بيضاء وكريات حمراء وصفائح دموية، مما يساعد على تجنب مضاعفات انخفاض معدلات كريات الدم، عند إحباط النخاع العظمى جراء علاجات السرطان، وتقصير مدة هذا الإحباط

2- علاجات مخصّصة ( specific immunotherapies ): أى أنها تستهدف إثارة تفاعل مناعى محدد وخاص، ومن هذه العلاجات لقاحات السرطان ( Cancer vaccines )، والمعالجة باستخدام الضدّيات أحادية الاستنساخ ( Monoclonal antibody therapy )، وتتلخص فكرة اللقاحات فى دفع الخلايا المناعية لتمييز الخلايا السرطانية بدقة لتستنهض الردود المناعية، بينما تستهدف الضدّيات الأحادية تدمير خلايا ورمية من نوع محدد، باستخدام وسائل من خارج المنظومة المناعية مثل السموم المناعية.

ليست هناك تعليقات: