إجمالى عدد زيارات المدونة

الثلاثاء، ديسمبر 14، 2010

جديد 14-12-2010

موضوع مهم ويجب على الجميع (الكبار فوق الأربعين) معرفته والتعامل معه بعلم وحكمة

المـراهـقــة الـمتــأخــــرة

المراهقة المتأخرة مصطلح متداول اجتماعيا أكثر مما هو متعارف عليه علميا، وفي علم النفس هنالك ما يطابقه وهو 'أزمة منتصف العمر'، وأن هذه الأزمة تحدث 'في مرحلة ما بعد الأربعين من العمر'. فأزمة منتصف العمر' هي 'حالة من حالات الرغبة في التغيير، تشمل المظهر والمقتنيات والبيت' كما تشمل العلاقات الزوجية و'هنا تكمن الخطورة'.
إن الشباب والصحة وحب المغامرة سمات يسعى الجميع للتحلي بها والمحافظة عليها أطول فترة ممكنة من حياتهم، إلا أن الإنسان بطبيعته يمر بمراحل مختلفة خلال مسيرة حياته
فمن الطفولة للمراهقة ثم إلى الشباب وينتهي بالشيخوخة تلك هي سنة الحياة، لكن هناك أشخاصاً من كلا الجنسين يعودون لتلك الفترة بعد تقدمهم في العمر، ألا وهي المراهقة بكل دقائقها وتفاصيلها من اضطرابات نفسية وفشل في اتخاذ القرارات الصحيحة وغيرها من صفات المراهقين، هذه الحالة يطلق عليها في علم النفس اسم المراهقة المتأخرة مع العلم أن الكل قد يمر بهذه المرحلة، لكن بدرجات متفاوتة ولحسن الحظ أن نسبة قليلة جدا من الناس لا تتجاوز 5% هي التي تظهر عليها هذه الحالة
وتركز معظم الدراسات على أن هذه الظاهرة تخص إجمالا الرجال، حيث تصيبهم عادة بعد النصف الثاني من الأربعينات، حيث يحن الزوج الى مرحلة الشباب، هذا في مستوى التعريف، أما على مستوى الأسباب فيمكن حوصلتها في أسباب ثلاثة أساسية وهي
السبب الأول: الفراغ الروحي.. وتعنى بالعلاقة والمبدأ، بمعنى أن العلاقة الفاترة وغير المنتظمة تنتج حالة من الفراغ الداخلي الذي يحاول الفرد أن يملأه
السبب الثاني: التكوين النفسي والعقلي، حيث يوجد جزءا مهما يؤثر على استقرار الفرد، هو كيف تربى وكيف نشأ، فالتربية التي تمت تحت ضغوط طائلة تنتج نفسية هشة تعتمد على القيادة من الخارج، كما أن فقد الثقة في النفس يحول الإنسان إلى شخصية مندفعة وتخرج منه نقاط ضعف عديدة منها، عن هوية داخل الجماعة، الجنس أو الشراهة في كسب المال أو البحث عن السلطة لإثبات الذات، وعلى الرغم من عدم التوازن الداخلي الذي يعيش فيه،فأن  الكثير من الأعمال التي يقوم بها هي تغطية على عدم التوازن الداخلي
السبب الثالث: الفراغ العاطفي الذي يعيش فيه الفرد فالفراغ العاطفي هو فكرة تملأ العقل بأن هناك نقصا ما يريد إشباعه وربما من أسباب هي روتينية الحياة العائلية وعدم التفاهم بين الزوجين واستقلال كل فرد عن الآخر، وربما تكون غلاظة الطرف الآخر كالتى تريد أن تمتلك زوجها وتضعه تحت قيود من المراقبة والمحاسبة على كل كبيرة وصغيرة وكأنه طفل بالمنزل عليه أن يخضع لها، وربما يكون إهمال الزوج لزوجته والتجاهل التام، رغم اهتمامه بالآخرين بشكل ملحوظ. وقد لوحظ في بعض الحالات لها، أنها نتجت بسبب ضغوط الحياة المتعددة والمعقدة والتي تتمثل في الفراغ والأزمات في العمل والقهر الذي يتعرض له، والبعض من الخسارة المادية والعاطفية بداية في قبول التعبيرات، آخرون يحاولون اعادة ما ضاع منهم، ولا سيما في مجالات العلاقات التي تظهر جمال الشكل كنوع من الإخراج العاطفي إلى أن تصل إلى مستويات حرجة من العلاقات الحرجة.
أما عن مظاهره فيمكن تلخيصها في:
أولا الاهتمام بالجنس الآخر بشكل مبالغ فيه، سواء من حيث الوقت الممنوح له أو وقت التفكير فيه، وأيضا الاهتمام بالمظهر الخارجي لجذب الانتباه ولفت الأنظار إليه، وتتجلى مظاهر ذلك مثل التمرد على الشعر الأبيض، والتمسك بالطابع الشبابي في المظهر والملابس، اقتناء سيارة شبابية.
ثانيا زيادة الإهمال على مستوى الأسرة والانشغال في الخارج وعدم القدرة على التركيز مع شريك الحياة، ثم يتحول بشكل طبيعي وعادي إلى اقتفاء الأخطاء والتركيز عليها، وإظهار الشريك الآخر بأنه مقصر وغير مهتم ولا يبالي باحتياجاته ومشاعره، وفي هذا المستوى يحاول البعض تجديد المشاعر بالبحث عن امرأة أخرى أو زوجة ثانية صغيرة يشعر معها بأنه مرغوب فيه وتشعر هي بأنها منبهرة بحديثه ونجاحه وخبرته في الحياة

ثالثا بالنسبة إلى دائرة العمل لهذا الشخص، نرى العشوائية والتخبط وعدم القدرة على تحقيق إنجازات ضخمة، والأخطر هو ظهور المراهق القديم الذي يتمثل في سيطرة المشاعر على التفكير، وبالتالي نجده مرة سعيدا ومرة أخرى مكتئبا، فنجد السلوك العاطفي في المواقف المختلفة وليس العقل هو المسيطر على سلوك وقرارات الفرد
رابعا الاتجاه إلى الوحدة والانطواء أمام أي موقف فيهرب من وسط الجماعة لأنه غير قادر على مواجهة المواقف المختلفة
النصائح الأساسية للمساعدة على خروج الشخص أزمة المراهقة المتأخرة بأقل  المشاكل النفسية والاجتماعية والعائلية

أولا مواجهة الحقيقة وهي إدراك الفرد بأنه يعبر فيها أو سيدخل فيها (المراهقة المتأخرة) وعلى الفرد أن يتعامل بجدية مع الحقيقة الفسيولوجية
ثانيا البناء العقلي، حيث من الضروري أن يضع الفرد ما يسمى بالأساسيات أو المبادئ أو وجود خط أحمر في حياته، بمعنى أنه مهما كانت الأسباب الداخلية أو الخارجية لا يقدر أن يتعداها، فالمهم وجود مبادئ وأسس راسخة لا يمكن ولا يجوز التنازل عنها
ثالثا تنمية العقل، فمن المهم أن يربي الفرد نفسه على إيجاد بديل عن الجسد والعاطفة، وذلك بالعمل على تنمية العقل من خلال القراءة الدائمة والاطلاع المتعدد الجوانب لكي يكون العقل منشغلا بقضايا عامة وخاصة
رابعا بتنظيم الوقت وإدارته، ووضع خطة لأهداف اليوم، التي يمكن القيام بهامع عمل تقييم يومي لما تم إنجازه وما لم يتم

خامسا التركيز على الأسرة: منح العائلة الوقت الكافي والاحتماء بالأسرة والتعبير بكل مشاعر ايجابية لشريك الحياة

وأخيرا تعلم أن لكل مرحلة حلاوتها وجمالها ,ان الله خلق الإنسان فى أطوار طبيعية وقدرات بدنية وعقلية تتناسب مع كل فئة عمرية ويجب على العاقل (العاقلة) التعايش مع سنه فى وئام وسلام

ليست هناك تعليقات: