استراتيجية التعايش مع مشاغل ومشاكل الحياة اليومية
تحتل الضغوط الحياتية (الاقتصادية والسياسية والاجتماعية) مكانها البارز في أعلى قائمة مسببات الأمراض بشقيها العضوي والنفسي. ومن المؤكد أن الضغوط المزمنة تؤدى إلى المرض النفسي كما أنها تبطئ الاستجابة للعلاج، وتتنوع أشكال الضغوط الحياتية التي نتعرض لها يوميا ومن أمثلة ذلك :
1- الضغوط مهنية : نسبة كبيرة منا لا يحب عمله بل الظروف اضطرته عليه وقد يكون ذلك لعائده المادي الذي لا يساوى المجهود المبذول أو لعدد الساعات الطويلة، أو العمل لنوبات مختلفة، أو العمل في غير مجال التخصص. بالإضافة للمعاملة القاسية من الرئيس أو عدم تقديره لمجهود العامل وعدم تعاون الزملاء أو اضطهادهم.
2- ضغوط فى الحياة العائلية : عدم التكيف بين الزوجين نتيجة لاختلاف العمر أو الوضع الاجتماعي أو الثقافي أو اختلاف الشخصية. خلافات أو مشاحنات مستمرة. أو عدم فعالية الشريك أو إهماله لوجباته
3- ضغوط صحية : المعاناة من مرض عضوي أو نفسي أو من الأعراض الجانبية أو تكاليف العلاج المادية الباهظة.
أمراض قد يسببها الضغط النفسي
من المعروف طبيا أن الضغوط العصبية تحفز الجسم لإفراز هرمونات عديدة من الغدد الصماء مثل الغدة النخامية الكظرية الغرض الأساسي من الهرمونات مساعدة الجسم لمواجهة هذه الضغوط أو التكيف معها، واستمرار إفراز هذه الهرمونات خاصة هرمون ألكورتزون " له جوانب سلبية كبيرة مثلا أضعاف جهاز المناعة الذي يترتب عليه الإصابة بالأمراض ، العضوية والنفسية وربما يقود ذلك لتدهور سريع في صحة المريض قد يعجل بوفاته
1- أمراض عضوية: مرض السكر، وضغط الدم، أمراض القلب والشرايين، الصداع النصفي، السرطان ، قرحة المعدة ولأثنى عشر، التهاب القولون، أمراض الحساسية كالربو والأمراض الجلدية، والضعف الجنسي لدى الرجال واضطرا بات الدورة الشهرية لدى النساء، والتهابات المفاصل. والفتور العام.
1- أمراض نفسية: اضطرا بات القلق والأكتئاب
2-الشيخوخة المبكرة:وقد أثبتت معظم الأبحاث الطبية أن الضغط النفسي المزمن يؤدى إلى الإسراع في ضمور خلايا الدماغ خاصة" مما يضعف الذاكرة. كما أن الشخص تبدو عليه مظاهر الشيخوخة المبكرة حيث يبدو أكبر من عمره بكثير ويقل نشاطه البدني والذهني وتكثر فيه التجاعيد وجفاف البشرة. ويعتقد أن ارتفاع نسبة هرمون " الكورتزون" له علاقة بذلك.
علاج الضغط النفسي
في أغلب الأحيان نكون نحن المتسببين لضغوطنا لخلل في أسلوب حياتنا أو الطريقة التي نتعامل بها مع متطلبات هذه الحياة. ولأننا نجهل كيفية التعامل أو التعايش مع الضغوط التي نتعرض لها نكون كذلك السبب في استمرارها وتفاقمها للدرجة التي تنتج عنها أعراض وأمراض نفسية. والعلاج ينقسم إلى اثنين:
1- علاج نفسي سلوكي / معرفي: الشد العضلي والتوتر يمكن تخفيفه بالتدريب على" التنويم الذاتي" و"جلسات التأمل أو اليوجا". أما الأفكار السلبية التي تنتج عنها الأعراض فيمكن السيطرة عليها أو أعادة تشكيلها لتعطى نتائج ايجابية وذلك بأساليب سلوكية/ معرفية فعالة مع تدريب المريض على ممارستها بانتظام في المنزل. وكذلك تدريب المريض على السيطرة على نوبات الغضب والتحكم على سرعة الانفعال.
2- علاج نفسي تحليلي: هذا الأسلوب العلاجي يساعد المعالج على كشف كل الصراعات والإحباطات الداخلية أو الرغبات والنزعات المكبوتة التي ينتج عنها ضغوط نفسية داخلية.
إستراتجية التعايش مع الضغوط النفسية
هنالك استراتجيات ثلاث ينبغي إتباعها لكي نتعامل أو نتعايش مع ضغوطنا:
1- تغيير أسلوب التفكير : أسلوب أعادة التفكير في المشكلة يساعد الإنسان على رؤية الأمور بمنظار أيحابى بدلا عن التركيز على الجوانب السلبية منها ولهذا يمكن التخلص من الأفكار والمشاعر السلبية التي تؤدى للضغط النفسي. يجب التركيز على الايجابيات في الإنجاز لأنها تعطينا مزيدا من الثقة أما التركيز على النتائج السلبية فتصيب الإنسان بالإحباط وتزيد من حدة الضغوط. ومن المهم للفرد أن يعترف و يقبل النتائج السلبية ويعترف بأخطائه ولا يحاول التنصل من المسؤولية بإيجاد الأعذار أو المبررات أو تحميل المسؤولية للآخرين. فتحملنا لمسؤولية إخفاقنا يعطينا الإرادة اللازمة لتصحيح الخطأ والمضي إلى الأمام.
2- تغيير السلوك
= كن حازماً فالحزم في الأمور مهم للغاية وعدم التساهل أو التنازل من أجل أرضاء الغير حتى لا يتعود الآخرون الاعتماد عليك لمجرد أنك لا تستطيع الاعتذار ولمعرفتهم الجيدة أنك بلين جانبك. الإصرار على الحقوق وعدم التنازل عنها والتعبير عن الأفكار والمشاعر والمعتقدات بحرية وبصراحة كاملة ومن دون التعدي على حقوق ومشاعر الآخرين تدل على النضج والاستقلالية. وكذلك الحال مع الجزم وحزم الأمور عند الضرورة.
= كن منظماً: عدم النظام يؤدى إلى الضغوط في العمل والحياة الاجتماعية. الشخص المنظم دائما لديه مذكرة يدون عليها أنشطته وواجباته اليومية على حسب أسبقياتها وبمواعيد محددة. هذه الطريقة لا يمكن معها إغفال موعد أو التزام بأمر ما.
= تعود أن تقول " لا " عند الحاجة: البعض لا يستطيع الاعتذار أو قول لا لحساسيتهم من الآخرين. هؤلاء يكونون دائما عرضة للاستغلال وبذلك يضطرون لفعل شيء لا يرغبون فيه وذلك يؤدى إلى مزيد من الضغوط. تعلم أن تعتذر أو ترفض أمرا لا يروق لك أو ليس لديك الوقت له. ويستحسن أن تطلب من الشخص الآخر أن يمهلك لكي تفكر في الأمر بدون التزام منك بشيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق