الثرثرة مرض من أمراض المجتمع
الابتلاءات أجاركم الله كثيرة فهناك من يبتليه الله بالفقر، ومن يبتليه بالمرض، وهناك من يبتليه بالثرثرة
والثرثرة هي من أخطر الأمراض والأدواء لأن صاحبها لا يشعر بدائه هذا، ولا ببلائه، فيقلع عنه، وإنما يشعر به الآخر الذي تقع عليه هذه البلوى، وفي الزمن الصعب عادة يظهر الثرثارون ويختفي الحكماء.
والثرثارون هم أناس لا يحاسبون أنفسهم، ولا يربطون ألسنتهم بعقولهم، ولا يصغون إلى ما يقولون، ولا يحأولون مطلقاً أن يسمعوا أصواتهم، لأنهم يظنون وبسبب مرضهم ودائهم أن ثرثراتهم ولغطهم وما يعانونه من فوضى لفظية ومن فوضى ذهنية هو عين الصواب ورأس الحكمة وأن الثرثة هي سبيلهم نحوالشهرة.. لذا فألسنتهم مطلقة بلا قيود ولا كوابح، فهم يهذرون في كل شيء، ويهذون في كل شيء، ويتحدثون عن كل شيء.
والثرثار يظن أن كل مكان وزمان يتحدث فيه سوف ترفعه إلى الدرجة التي يحلم بها ويمني نفسه بالوصول إليها، وما ظن أن كل مقابلة أو حديث يهذي به إنما يهوي به درجة نحو السفاهة والسقوط وأن أصحاب الحكمة والعقول أكثر رشداً من أن يسندوا أو يكلوا أمراً إليه لعلمهم بالثرثرة ومشاكلها مستقبلا على جميع المحيطين به
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق